راحلةٌ ... أنا
إلي عالمٍ مِنَ المجهول
و النسيانْ
أكتُبُ .. هُنا ... رسالتي الأخيرة
و الخطيرة
رسالةٌ ... بلا عنوانْ
أُوَدّعُ فيها الأمسْ
و الهمسْ
و فرشاتي الأثيرة
و الألوانْ
و مَنْ أحبوني
و مَنْ لم يحبوني
و مَنْ أَعْطَيْتُهُم
فطَعَنوني
و حفروا بداخلي
خنادقَ الأحزانْ
و لِكَــيّ ..أُوَدِّع كذلكْ .. عينيـهْ
فأنا لا أكتب رسالتي هذي .. إليكم
و إنما ... إليـهْ
ذلك الفَوْضَوّيْ الجميل
الذي إلتَقَيْتُهْ .. ذاتَ حـــبْ
فوَهَبَني الكثير
و لم أُعْطِه .. أنا
سوى .. أقل القليلْ
فقامَ لي بكل أدوار الحياة
و كان لي الأهل .. و الصديق
و أطواق النجاةْ
و كان يُهديني كل يوم
شيئاً جديداً
و ثوباً جديداً
و بدراً... و عيداً
و أخذني إلي عالمِ الحُلمْ
و روعةِ الخيالْ
و منحني من لحظاتِ العشقْ
و سمحَ لي بإقتطافِ .. المُحالْ
و لَكِنَّهُ ... في النهاية
أصابه الدَوَارْ
ربما ... لكثرةِ الأعباء
و الأدوار
فآثر أن يتركني
إلي عالمِ اللاموجود
..لذا .. سأحمل حقائبي
في هدوء..
...و معيَّ قلبي المُحَطَمْ
.و أرحل ...فلا أعود